استثمارات صندوق الاستثمارات العامة- تعزيز مكانة السعودية الرياضية عالمياً

المؤلف: واشنطن: واس09.04.2025
استثمارات صندوق الاستثمارات العامة- تعزيز مكانة السعودية الرياضية عالمياً

تواصل الاستراتيجية الاستثمارية لصندوق الاستثمارات العامة السعودي في القطاع الرياضي تحقيق نتائج ملموسة، يعزز من مكانة المملكة العربية السعودية على الصعيدين القاري والدولي. لم تعد المؤشرات مجرد وعود مستقبلية، بل تجسدت في صورة إنجازات راسخة في سجل الرياضة السعودية. من بين هذه الإنجازات، يبرز تتويج النادي الأهلي بلقب دوري أبطال آسيا، إلى جانب الانتصار المدوي الذي حققه نادي الهلال على نادي مانشستر سيتي، بطل دوري أبطال أوروبا، في بطولة كأس العالم للأندية (2025). تلك المواجهة التاريخية تمثل لحظة فارقة في مسيرة كرة القدم العالمية، وتؤكد على التطور الملحوظ الذي تشهده الرياضة السعودية.

وتعكس هذه النجاحات المشهد الأوسع للإنجازات التي حققتها استثمارات الصندوق، بما في ذلك النهضة التي شهدها نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، الذي عاد إلى المنافسة على البطولات الكبرى بعد فترة طويلة من الغياب. يعتبر نادي نيوكاسل يونايتد مثالًا عالميًا يوضح التأثير الإيجابي لرؤية المملكة العربية السعودية، حين تُدار المشاريع الرياضية بكفاءة واستدامة.

رؤية استثنائية ومخرجات متميزة
لا تقتصر هذه الإنجازات على نتائج المباريات فحسب، بل تعكس أيضًا مدى الدعم المؤسسي الذي تقدمه المملكة العربية السعودية، من خلال صندوق الاستثمارات العامة. رؤية متكاملة جعلت من الرياضة أداة اقتصادية واستراتيجية شاملة، تساهم بفاعلية في تنويع مصادر الدخل القومي، وتحسين مستوى المعيشة، وإيجاد فرص عمل جديدة، وتحقيق عوائد مالية مستدامة. وبالإضافة إلى ذلك، تسهم هذه الاستثمارات في تعزيز دور المملكة العربية السعودية كلاعب أساسي في صياغة مستقبل الرياضة على مستوى العالم.

تعزيز مكانة المملكة كوجهة رياضية عالمية مرموقة
في هذا الإطار، يواصل صندوق الاستثمارات العامة المضي قدمًا في تنفيذ استراتيجيته الطموحة، التي تضع القطاع الرياضي في صدارة أولوياته الاستثمارية، من خلال مبادرات مبتكرة ومشاريع رائدة. تهدف هذه المشاريع إلى بناء قطاع رياضي سعودي متطور، يرتكز على أفضل المعايير العالمية، وقادر على المنافسة بقوة على الصعيد الدولي. تؤكد استثمارات الصندوق في الأندية الرياضية السعودية، والرياضات الرقمية، ومنصات البث المتطورة، والشراكات القوية مع الاتحادات الدولية، التزامه الراسخ بتعزيز مكانة المملكة كوجهة رياضية بارزة، ومركز إقليمي وعالمي يستقطب البطولات والنجوم والمواهب، ويصدر أيضًا الخبرات والمعرفة والنماذج المبتكرة.

تحولات جذرية وهيكلية
شهدت السنوات الأخيرة تحولات جوهرية بقيادة الصندوق، كان من أبرزها إطلاق مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية في شهر يونيو من عام (2023)، بالتعاون الوثيق مع وزارة الرياضة. أثمر هذا المشروع عن تحويل أربعة من أكبر الأندية السعودية، وهي الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، إلى شركات مساهمة، تملك فيها الدولة ممثلة بصندوق الاستثمارات العامة نسبة (75%) من الأسهم، في حين تملك مؤسسات غير ربحية نسبة (25%) المتبقية. وقد مكّن هذا التحول الأندية من الاستفادة القصوى من الخبرات الاستثمارية والإدارية المتراكمة لدى الصندوق، وتطبيق أحدث النماذج التشغيلية، مما يعزز استدامة الأداء ويساهم في خلق تجارب رياضية فريدة وممتعة للجماهير، بالإضافة إلى زيادة التفاعل المجتمعي وتوسيع قاعدة المشجعين والممارسين للرياضة.

استثمارات عالمية واسعة النطاق
لم تقتصر استثمارات الصندوق على المشاريع المحلية، بل امتدت لتشمل الساحة العالمية، من خلال الاستحواذ على حصة الأغلبية في نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، الأمر الذي ساهم بشكل فعال في استعادة النادي لمكانته المرموقة وقدرته التنافسية العالية، وتُوّج بتحقيق لقب كأس رابطة المحترفين الإنجليزية للمرة الأولى منذ سبعين عامًا. كما يعتبر الصندوق من كبار المساهمين في شركة LIV Golf العالمية، مما يعكس التنوع الكبير في مجالات الاستثمار، التي تشمل كرة القدم والجولف ومختلف الرياضات الأخرى.

التمكين المؤسسي المتكامل
وفي سياق التمكين المؤسسي المتزايد، أعلن الصندوق في شهر أغسطس من عام (2023) عن تأسيس شركة "سرج" للاستثمارات الرياضية، التي تهدف بشكل رئيسي إلى دعم وتطوير القطاع الرياضي في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأكملها. ومنذ انطلاقها، بدأت الشركة بتوقيع سلسلة من الشراكات الهامة، بما في ذلك الاستحواذ على حصة أقلية في دوري المقاتلين المحترفين الأمريكي المتخصص في فنون القتال المختلطة، بالإضافة إلى شراكتها مع منصة "DAZN" العالمية الرائدة في مجال البث الرياضي والترفيهي، وذلك في خطوة استراتيجية تهدف إلى إغناء المحتوى الإعلامي وتوسيع قاعدة المشاهدين والجماهير على مستوى العالم.

توسع استراتيجي ممنهج
توسعت استراتيجية الصندوق لتشمل الرياضات الرقمية، حيث أطلق في شهر يناير من عام (2022) مجموعة "ساڤي" للألعاب الإلكترونية، وهي شركة مملوكة بالكامل للصندوق، ومتخصصة في تطوير وتنمية صناعة الألعاب والرياضات الإلكترونية. تطمح "ساڤي" إلى أن تصبح أكبر شركة ألعاب في العالم، والمستثمر الأول في هذا القطاع على مستوى عالمي، وذلك من خلال التوسع في عدد من المراكز العالمية، والسعي لجعل العاصمة الرياض واحدة من أهم المراكز الدولية للرياضات الإلكترونية.

وقد أبرمت "ساڤي" العديد من الشراكات وعمليات الاستحواذ التي ساهمت في تعزيز قدراتها وفتح آفاق جديدة لنمو القطاع الرقمي، وتمكين المملكة من استضافة الفعاليات الدولية الكبرى، بما في ذلك تنظيم نهائيات بطولة الاتحاد الدولي لكرة القدم الإلكترونية "فيفا" في شهر ديسمبر من عام (2024).

شراكات نوعية ومتميزة
في إطار رؤية الصندوق المتكاملة، التي ترتكز على مبادئ الشمولية والاستدامة والابتكار وتمكين الشباب، وقّع صندوق الاستثمارات العامة في عام (2024) شراكات نوعية مع اتحادي لاعبي ولاعبات التنس المحترفين، ليصبح الشريك الرسمي لتصنيفات أفضل اللاعبين واللاعبات على مستوى العالم. تهدف هذه الشراكة إلى دعم مستقبل رياضة التنس وتوسيع نطاق الاستثمار في اللاعبين والمشاريع والمواهب الشابة.

كما دخل الصندوق في شراكة استراتيجية مع اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي لكرة القدم (كونكاكاف)، بهدف تعزيز رياضة كرة القدم في المنطقة وتوسيع البرامج لتشمل الناشئين والشباب، مما يعكس حرص المملكة على الإسهام في نمو كرة القدم على مستوى العالم، وتوسيع فرص ممارستها في مختلف البيئات والبلدان.

ويمثل انضمام صندوق الاستثمارات العامة مؤخرًا كشريك رسمي لبطولة كأس العالم للأندية "FIFA 2025" إحدى أبرز المحطات في هذه المسيرة، حيث تجسد هذه الشراكة الرؤية المشتركة بين الصندوق والاتحاد الدولي لكرة القدم لتعزيز القطاع الرياضي عالميًا، وتشجيع الابتكار، وإتاحة فرص أوسع للشباب، ودعم الفيفا في جهوده لإلهام الأجيال الجديدة وتعزيز مشاركتها. وتعتبر هذه الخطوة امتدادًا للدور المتنامي للمملكة العربية السعودية في ساحة كرة القدم العالمية، وتأكيدًا على استعدادها لتنظيم نسخة استثنائية من بطولة كأس العالم (2034).

الاستثمار الرياضي كأداة فاعلة لتحقيق رؤية (2030) الطموحة
بشكل عام، تمثل الاستراتيجية الاستثمارية لصندوق الاستثمارات العامة في القطاع الرياضي حجر الزاوية في تحقيق أهداف رؤية السعودية (2030)، ولا سيما فيما يتعلق بزيادة مساهمة القطاع الرياضي في الناتج المحلي الإجمالي، وتعزيز مكانته كمجال اقتصادي مستدام وقادر على النمو.

وتؤكد المبادرات المتنوعة، بدءًا من تحويل الأندية إلى شركات، وصولًا إلى إنشاء شركات رياضية متخصصة في البث والتقنية والألعاب، أن الصندوق لا يستثمر فقط في الرياضة كمنصة للترفيه، بل كمجال مؤثر في بناء الاقتصاد وتنمية قدرات الإنسان، وتحقيق مكانة رائدة للمملكة العربية السعودية في المشهد الرياضي العالمي.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة